تاريخ الاسلام فى اسبانيا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين

تقع إسبانيا في جنوب غرب أوروبا، عاصمتها مدريد، تشمل الجزء الأكبر من شبـه جزيرة إيبريا، تجاورها البرتغال، وتفصلها جبال البرنس عن فرنسا، ومضيق جبل طارق عن المغرب جنوباً، أهم مدنها: برشلونة، بلنسية، سرقوسة، مرسية، قرطبـة، ولها ساحل طويل على البحـر المتوسط في الشرق والجنوب الشرقي.

لمحة تاريخية
خضعت إسبانيا في القرن الأول الميـلادي لحكم الإيبريين سكـان البـلاد القدمـاء، واكتسبوا حق المواطنيـة الرومانيـة، ولكنها ما لبثت أن خضعت في القرنين الخامس والسادس لحكم البرابرة الغزاة الذين شنوا عليها حرباً مدمرة .
في القرن العاشر، وبالتحـديد في سنة 711م. بدأ الفتح الاسلامي لإسبـانيا بقيادة طارق بن زياد الذي هزم ملك القوط في معركة “وادي بكة”، وشتت شمل رجاله، وفي السنة التالية جنّد موسى بن نصير بما جرى حتى جنّد جيشاً، والتحق بطارق في سنة 93هـ، وأكملا فتح إسبانيا التي أسمـاها المسلمون “الأندلس”، ولكن المسلمين تعرضـوا لنكسة في 115هـ، 732م حيث انهزموا في معركة “بواتيه”على يد ملك الفرنج شارل مارتل، وبذلك أوقف الزحف الاسلامي داخل القارة الأوروبية.
ظلت هذه البلاد خاضعة للخلافة الأموية 39 سنة، وبلغت ذروة مجدها في أيام عبد الرحمن المعروف بـ”الداخل”، ولكن عصر الأمجاد هذا تراجع حيث سادت صفوفهم الفرقة والانقسام، وأنهكتهم الصراعات، ما سهّل على جيوش قشتالة استعادة إسبانيا، وإخضاع غرناطة آخر معاقل المسلمين فيها في سنة 1492م. وهي السنة التي قـام كولومبوس فيها برحلته الاستكشافية إلى أميركا، ليرحل المسلمون عن”الأندلس”نهائياً، بعد أن أخضعوها لسلطانهم ثمانية قرون.
ترك المسلمون في الأندلس بصمات واضحة في مختلف الميادين، ماجعل منها حاضرة متألقة، وحلقة وصل حضاري بين الاسلام والغرب، وركيزة من الركائز الأساسية للنهضة الحديثة في أوروبا والعالم، ويشهد على ذلك ما خلّفوه من آثار، بلغت غاية في الدقة، والاتقان، والروعة، والجمالية.
ومن الجدير ذكره أن المسلمين في الأندلس لم يعيشوا نمطاً واحداً، بل طرأت على أحوالهم بعض التغيرات،حيث كان للظروف والعوامل التي أحاطت بهم دورها في إبراز سماتهم الحضارية، وانتاج مفاهيمهم السياسية والفكرية ـ وبتعبير آخر ـ منظومتهم الحياتية، سواء كانوا من الذين فتحوها، أو الذين عاشوا فيها، أو الذين اعتنقوا الإسلام من الإسبان، أو الذين تبنوا بعض العادات والتقاليد الإسلامية.

الفاتحون
كانت أولى التسميات التي أطلقت على المسلمين في إسبانيا، هي تسمية «المسلمون الفاتحون» التي شملت كلّ المسلمين سواء الذين فتحوا شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال حالياً) سنة 92هـ (711م) سواء كانوا من البربر الذين حضروا من المغرب مع القائد العسكري طارق بن زياد، وكان عددهم سبعة آلاف جندي، أو من العرب الذين حضروا من المشرق العربي ودخلوا شبه الجزيرة الإيبيرية سنة (712م) بقيادة موسى بن نصير لمساعدة الفاتحين الأوائل ومتابعة تقدّمهم في الأراضي

الإيبيرية.
حقق هؤلاء انجازات باهرة ، وأخضعوا لسيطرتهم مدن إسبانيا، باستثناء بعض المناطق الواقعة في الشمال، وتوغلوا في بعض الأراضي الفرنسية حتّى وصلوا إلى بواتييه، ولكن شارل مارتل أوقف تقدّمهم سنة (732م) في وقعة بلاط الشهداء التي خسرها المسلمون واستشهد فيها المجاهد الكبير عبد الرحمن الغافقي.
خضعت الأندلس منذ الفتح الإسلامي للأمويين، ومن ثُمَّ للعباسيين، ولم تلبث أن أصبحت إمارة مستقلة على يدي عبد الرحمن الأوّل “الداخل” الذي فر إليها من السلطة العباسية، واتخذ من قرطبة عاصمة لإمارته، الذي حاول أن يجعلها عاصمة على غرار دمشق، فبنى جامع قرطبة الذي استوحى فكرته من جامع بني أمية في دمشق.
وبعد انتهاء فترة الإمارة سنة 929م. تولى الحكم عبد الرحمن الثالث “الناصر” وبدأت معه فترة الخلافة التي دامت حتّى وفاة عبد الملك “ابن المنصور”سنة 1031م. وأدّت وفاته إلى تشتت الخلافة، وظهور ممالك الطوائف الذين حكموا مناطق متفرّقة من الأندلس.

المرابطون.
شجعت حالة الانقسام والتشظي التي عصفت بالأندلس الجيوش الإسبانية في شمال إسبانيا على لم شملها وتكتيل قواها، فتمكنت بقيادة ملكها ألفونسو السادس من استرداد مدينة طليطلة من المسلمين سنة 1058م، التي شكّل سقوطها ضربة قوية للمسلمين، فاضطروا لطلب مساعدة من إخوانهم المرابطين في المغرب. فلبوا الدعوة وهاجموا الإسبان في منطقة قرب بداخوس (غرب إسبانيا) وانتصروا عليهم سنة 1086م في معركة الزلاقة. وتشجع قائد المرابطين واستولى على الحكم الإسلامي في الأندلس بشكلٍ كامل وبقي مسيطراً عليه حتّى عام 1148م. وقد أطلق اسم «المرابطين» على الأشخاص الذين التفوا حول العالـم القيرواني الفقيه في الدِّين عبد اللّه بن ياسين الجذولي الذي أرسل معهم لتعليمهم شريعة ربّهم إذ أقام رباطاً وانقادوا له .

الموحّدون.
تولى الموحِّدون حكم الأندلس بعد المرابطين ، وهم جماعة أطلقوا على أنفسهم هذا الاسم، ودعوا لتصحيح الفهم الإسلامي، والعودة بالمسلمين إلى القرآن الكريـم والسنّة النبوية بعد انصراف عددٍ من علماء المغرب بدراساتهم إلى المبالغة بالفقه المذهبي وفروعه، واستمروا في حكم الأندلس حتّى سنة 1232م.
اتخذوا من إشبيلية عاصمتهم لهم، وجهدوا لجعلها في مصاف العواصم الكبرى، فشيدوا فيها عدداً من المعالـم الحضارية، التي كان من أهمها الخيرالدا أو (المئذنة) التي بدأ ببنائها أبو يعقوب يوسف سنة 1172م، وتابع ابنه أبو يوسف يعقوب المنصور بناءها من بعده. وتعتبر الآن من أعظم الآثار الإسلامية في الأندلس ورمز مدينة أشبيلية. كما خلّف الموحِّدون في إشبيلية برج الذهب الذي أقيم لحراسة المدينة ومراقبة حركة الملاحة وللدفاع عنها من القشتاليين الذين سيطروا أخيراً على كثير من المواقع الأندلسية المهمّة، وبدا تفوّق قواتهم واضحاً نتيجة لاتحادهم المتين واتفاقهم على توجيه ضربة للحكم الاسلامي في الأندلس. وإزاء حالة التحدي برزت بعض الشخصيات الإسلامية المهمّة مثل ابن الأحمر الذي استطاع بعد وفاة منافسه ابن هود تشكيل مملكة غرناطة التي كانت تضمُّ غرناطة ومالقة وبعض المناطق الجنوبية في الأندلس.وكان من أهم منجزاته العمرانية بناء قصر الحمراء العظيم الذي يُعتبر أهم أثر تركه العرب في إسبانيا، والذي ما زال باقياً حتّى الآن كتحفة تمجد دور العرب المسلمين وإبداعهم المعماري الباهر.

الأسالمة والمولّدون.
دخل أهالي سكان البلاد الأصليين الاسلام بعد أن وجدوا في المسلمين كرم الأخلاق وحُسن المعاملة ، وكان ذلك بخلاف ما لاقوه من معاملة القوطيين لهم، فأطلق عليهم اسم الأسالمة، أو المسالِمَة في بعض الأحيان، كما كان يُطلق على أولاد الأسالمة اسم «المولّدون»، وقد عاش المسلمون والأسالمة إخواناً من دون أي تمييز. وكان قد برز من بين هؤلاء المسالمة عدد من الشخصيات المهمة كمهدي بن مسلم الذي تولى قضاء قرطبة أيام والي الأندلس عقبة بن الحجاج السلولي، وأبا محمَّد علي بن أحمد بن سعيد بن سعيد حزم، العالـم الموسوعي والكاتب المشهور الذيكما يقال يعود في أصوله إلى المسيحية.

الصقالبة.
أمّا الصقالبة فقد برزت آراء مختلفة عن أصلهم، أكثرها رواجاً تشير إلى أنَّه كان يؤتى بهم من الدول الأوروبية، وخصوصاً من بلاد السلاف شرق أوروبا، سلط الاهتمام على البارزين منهم لتربيتهم تربية توافق ميولهم.
في البداية كانوا يعملون خدماً ثُمَّ لم يلبث أن تحسنت أوضاعهم شيئاً فشيئاً، حيث ازداد عددهم في عهد عبد الرحمن الناصر، وتولوا وظائف حربية وإدارية في عهد المنصور بن أبي عامر، كما برز منهم بعض المفكّرين والأدباء، ووصلوا إلى درجة عالية من القيادة، فحكموا مملكة بلنسية في فترة الطوائف وبقوا في الحكم فترة من الزمن دامت حتّى سنة 411هـ 1021م.

المدجّنون.
وبعد استرداد المسيحيين لبعض المناطق الواقعة في شمال شرقي شبه الجزيرة الإيبيرية وبالضبط إقليمي كاتولونيا وأراغون، بقي بعض المسلمين الذين لـم يهاجروا بعد خسارة المسلمين لهذين الإقليمين تحت السيطرة المسيحية فسمّوا بـ”المدجّنين”. وازداد عددهم ازدياداً واضحاً بعد سقوط مدينة طليطلة سنة 1058م ، وبلنسية سنة 1094م ومورسيا سنة 1266م. وقد لقي هؤلاء الكثير من العنف وسوء المعاملة من القشتاليين، ومُنعوا من التكلّم باللغة العربية، فاضطروا للبحث عن لغة خاصّة بهم، وكانت “الخميادو” التي استخدموا فيها الكلمات العربية وكتبوها بحروف إسبانية،كما شيدوا العمران، وأبدعوا في الفنون، ولا يزال حتّى الآن الأثر الإسلامي واضحاً في الكنائس التي بُنيت في عهدهم، كما لا تزال بعض فنونهم التقليدية معروضة في متاحف الآثار في مدريد وطليطلة وغرناطة وقرطبة.

الموريسكيون.
بعد سقوط غرناطة سنة 1492م، وانتهاء حكم المسلمين للأندلس بقي كثيرٌ من المسلمين تحت حكم السلطات الإسبانية التي أجبرتهم على التنصر بعد أعوام قليلة من سيطرتهم عليها، وتحوّل العرب المسلمون إلى مسيحيين كاثوليك، وسمّوا بـ”الموريسكيين” أو “المسلمين الصغار” أو “العرب المتنصرين”، وتابعوا استعمال لغة “الخميادو” التي كان يتداولها المدجّنون، واستمرت هذه اللغة حتّى مطلع القرن الثامن عشر. وظهر أدب خاص بهم دعي بالأدب الموريسكي. ولـكن الموريسكيين لم يقفوا موقف المتفرج إزاء وضعهم الصعب، خاصة بعد نقض السلطات الاسبانية بنود معاهدة تسليم غرناطة لإسبانيا والتي كانت تشمل 67 شرطاً تضمن الحياة العادية للمسلمين. فقاموا بتمرّدات ضدَّ المسيحيين، ومن أهمها التمرّد الذي حصل في سنة 1500م في بلدة غواديس التي كانت جزءاً من مملكة بني نصر في غرناطة منذ سنة 1238م. ولكن تمسك الموريسكيون بوجودهم وعاداتهم وتقاليدهم الإسلامية، ومقاومتهم لكل المحاولات الهادفة للتخلي عنها، ولكن هذه المحاولات لقيت مقاومة أدت إلى ظهور محاكم التفتيش ضدَّ كلّ من تبدو عليه أيّة صلة بالإسلام أو يُضبط حاملاً أيّة شارة من شاراته أو مؤدياً لشعائره أو ممارساً لعاداته. وعندما لـم تستطع السلطات الإسبانية فرض ما تريده عليهم قررت التخلّص منهم بعد إلحاح شديد من الكنيسة، وصدر المرسوم الذي نصّ على نفيهم من أراضيها سنة 1609م بحجّة التآمر على الحكم والاتصال مع عناصر من خارج البلاد، فرُحِّلوا إلى تونس والجزائر والمغرب، وأسسوا قرى ومدناً أهمها قرية تستور. وبرز عددٌ من الموريسكيين اللامعين منهم على سبيل المثال الكاتب أحمد بن القاسم الفقيه ابن الشيخ الحجري وكان يُعرف بالشهاب الحجري وكانت له اليد الطولى في الترجمة من العربية إلى الإسبانية وبالعكس وأهم كتاب له هو “رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب”.

الموروس.
أمّا الموروس فهي جمع لكلمة مورو التي تعني العربي أو المسلم الذي أتى من المغرب، وجاء هذا الاسم من اسم مراكش في المغرب. ويستعمل هذا اللقب بشكل خاطىء من قبل كثير من الإسبان إذ يُطلقون لفظ مورو على كلّ عربي موجود في إسبانيا أو خارجها سواء كان من المغرب أو من دول الشرق حتّى لو كان مسيحياً، ويستخدمون هذه التسمية للدلالة على شخص يقوم بعمل غير محبب عندهم، ولا يُنادون به العربي وجهاً لوجه من دون معرفة درجة تقبله له.

الموروس كورتادوس.
أما المسلمين الذين كانوا يشتغلون بالزراعة ورعاية الماشية، ولـم يُسمح بتطبيق قانون الإبعاد عليهم لأنهم كانوا عبيداً لأصحابهم، فلقبوا بالموروس كورتادوس أو العرب المبتورين إن صحت الترجمة. وتابعت محاكم التفتيش مهماتها حتّى القرن الثامن عشر، والذي كان بداية العكوف بشكل جزئي عن ملاحقة التظاهر بالإسلام أو التأييد له. وقد تعرض هذا القانون في تللك الترة لانتقاد شديد من قبل بعض المفكرين والأدباء، وفي مقدمة هؤلاء الأديب خوفياندس، ما أدّى في النهاية إلى إصدار القرار النهائي بإلغاء محاكم التفتيش عام 1235هـ/ 1820م.

المستعربون.
لم ينته أثر المسلمين وفضلهم على الإسبان بعد خروجهم منها، بل ما زالت بصماتهم في مجالات الحياة كافة شواهد أبدية على عظمتهم. وبرز كثير من المستعربين أو النصارى المعاصرين أو الأندلسيين المسيحيين، وغالبيتهم من المسيحيين الذين اختلطوا بالأندلسيين وتبنوا بعض العادات الإسلامية وتعلّموا اللغة العربية، وظلّوا في المناطق التي كان يحكمها العرب، وعاشوا في بيوت لها مخطط البيوت العربية.
تعتبر حركة الاستعراب الإسبانية من أقدم أنواع الاستشراق في الغرب كنتيجة طبيعية لحكم المسلمين الطويل لإسبانيا منذ بداية القرن الثامن الميلادي، وكانت دراسات المستعربين الإسبان للمواضيع العربية أكثر عمقاً وتأثراً من دراسات المستشرقين الغربيين للعالمين العربي والإسلامي. ولم تقتصر اهتمامات الاسبان في دراسة الاسلام بل نرى الكثير من المستعربين الإسبان الذين سخّروا كثيراً من وقتهم لتعلّم اللغة العربية لكي يُتاح لهم التعرّف جيّداً على حضارة العرب في إسبانيا وعلى تاريخ الإسلام، وليكون اتصالهم بهم أشدّ صلة، ومعلوماتهم أكثر دقة، ويأتي في مقدمة هؤلاء المستعربين أميليو غارثيا غوميز الذي لعب دوراً كبيراً في التعريف بالحضارة العربية الإسلامية في الأندلس من خلال أبحاثه ومحاضراته المتنوّعة.

المسلمون الذين حنّوا إلى مجد أجدادهم.
على رغم ظهور بعض الجاليات والعائلات من أصول إسلامية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إلاَّ أنَّ دورها وعددها كان ضئيلاً. وما زاد في أعدادهم، تلك السمعة الطيبة التي انتشرت في بداية النصف الثاني من القرن العشرين عن إسبانيا كواحدة من أجمل بلاد العالـم، لما تتمتع به من طقس لطيف وطبيعة خلابة وشواطئ جميلة وآثار معمارية عريقة، إضافة لما يتميّز به شعبها من حسن المعاشرة وكرم الضيافة وسهولة المخالطة… وهذا ما شجع السياح والطلاب في كثير من دول العالـم على زيارتها للدراسة أو للإقامة فيها وخصوصاً العرب والمسلمين الذين حنّوا إلى بلاد أجدادهم وإلى فترة من تاريخهم المشرق، فيقيم قسم منهم في مدريد العاصمة الإسبانية التي يعود الفضل في بنائها إلى الأمير الأندلسي محمَّد بن عبد الرحمن بن الحكم، وقسم آخر يقيم في برشلونة ثانية المدن الإسبانية وأهمها اقتصادياً. أمّا القسم الأكبر فاستقر في المدن الأندلسية قرطبة وإشبيلية وغرناطة وبلنسية وماربيا، وبنوا فيها القصور والفيلات الفخمة وشيدوا المساجد والمراكز الإسلامية وشجعوا جمعية الصداقة العربية ـ الإسبانية، كما عملوا على تشكيل النوادي العربية ـ الإسبانية، وجمعية الصحافيين، بهدف زيادة روابط الجاليات العربية بأوطانها، والإكثار من نشاطاتها في المناسبات الدينية والعربية ووضع الحلول المناسبة لأولاد الجاليات العربية الذين يعيشون في بيئة غربية مغايرة للبيئة العربية التي عاش فيها آباؤهم.
وعند التكلّم عن المسلمين في إسبانيا، يجب عدم نسيان المسلمين المقيمين في مدينتي سبته ومليلة المحتلتين من قبل الإسبان، ويشكلون نسبة جيّدة من عدد المسلمين في كامل إسبانيا الذي يُقدّر بحوالي 600 ألف مسلم، منهم 200 ألف شخص ولدوا وهم يحملون الجنسية الإسبانية، أو لأبوين مسلمين، أو اعتنقوا الإسلام خلال السنوات العشرين الأخيرة لأسباب مختلفة، مثل البحث عن أصولهم الأندلسية، أو التعب من الدين الكاثوليكي، أو لأسباب مالية( آخر الإحصائيات بلغ عدد المسلمين فى إسبانيا أكثر من مليون مسلم). هذا وتختلف أعمال المسلمين في إسبانيا بحسب وضعهم العلمي والاقتصادي، فبعضهم يعمل كرجال أعمال أو أطباء أو أصحاب مطاعم، بينما يعمل البعض الآخر، خصوصاً المسلمين المغاربة، بأعمال ذات مجهود عضلي نادراً ما يقوم بها الإسبان.
ويواجه المسلمون في إسبانيا، نتيجة الظروف التي تمرّ بها تلك البلاد، مشكلات متنوّعة، سواء لسوء تعامل بعض الإسبان معهم، وخصوصاً المتطرفين الذين يرون فيهم منافسين لهم ولأولادهم عند البحث عن عمل، أو لإهمالهم من قبل المجتمع الإسباني، أو لطبيعة حياتهم، وخصوصاً في ما يتعلّق بأسمائهم وصعوبة لفظها

(منقول)