تعريف التوحيد: إفراد الله سبحانه وتعالى بالعباده، فمن أفرد الله بالعباده فقد وحده.

أنواع التوحيد:

1- توحيد الربوبيه:

هو إفراد الله تعالى بالخلق، والرزق، والتدبير، والإحياء، والإماتة، وتدبير الخلائق. وهذا النوع من أقر به وحده لا يكون مسلماً، لأن أقر به الكفار كما قال تعالى: ‏{‏قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتّقُوُن} [يونس: 31].

2- توحيد الألوهيه:

ومعناه إفراد الله تعالى بالعبادة، وهذا غير إفراده بالحق، والرزق والتدبير، بل إفراد الله بالعبادة. فهذا النوع قل من الخلق من أقر به، ما أقر به إلا المؤمنون أتباع الرسل- عليهم الصلاة والسلام- هم الذين أقروا به، أما عموم الكفار فإنهم ينكرون توحيد الإلوهية، بمعنى أنهم لا يفردون الله بالعبادة.

3- توحيد الأسماء والصفات:

بمعنى أننا نثبت لله سبحانه وتعالى ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصفات، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. وهذا النوع ما أثبته إلا أهل السنة والجماعة، فأثبتوا لله الأسماء والصفات.

أسباب ترسيخ التوحيد بالقلب:

1- فعل الطاعات رغبة فيما عند الله.

2- ترك المعاصي خوفاً من عقاب الله.

3- التفكر في ملكوت السماوات والأرض.

4- معرفة أسماء الله تعالى وصفاته ومقتضياتها وآثارها وما تدل عليه من الجلال والكمال.

5- التزود بالعلم النافع والعمل به.

6- قراءة القرآن الكريم والتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به.

7- التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض.

8- دوام ذكر الله على كل حال باللسان والقلب.

9- إيثار ما يحبه الله عند تزاحم المحاب.

10- التأمل في نعم الله الظاهرة والباطنة، ومشاهدة بره وإحسانه وإنعامه على عباده.

11- انكسار القلب بين يدي الله وافتقاره إليه.

12- الخلوة بالله وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الآخر، وتلاوة القرآن في هذا الوقت وختم ذلك بالإستغفار والتوبة.

13- مجالسة أهل الخير والصلاح والمحبين لله عز وجل والإستفادة من كلامهم وسمتهم.

14- الابتعاد عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله من الشواغل.

15- ترك فضول الكلام والطعام والخلطة والنظر.

16- أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وأن يجاهد نفسه على ذلك.

17- سلامة القلب من الغل للمؤمنين وسلامته من الحقد والحسد والكبر والغرور والعجب.

18- الرضى بتدبير الله عز وجل.

19- الشكر عند النعم والصبر عند النقم.

20- الرجوع إلى الله عند ارتكاب الذنوب.

21- كثرة الأعمال الصالحة من بر وحسن خلق وصلة أرحام ونحوها.

22- الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في كل صغيرة وكبيرة.

23- الجهاد في سبيل الله.

24- إطابة المطعم.

25- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

لا إله إلا اللـــــــه ركناها:

كلمه لا إله إلا الله تتضمن نفياً وإثباتاً تنفي الإلهية عما سوى الله وتثبتها لله وحده لا شريك له فــ “لا إله” تنفي أموراً كثيره منها:

1- الآلـــهة:

وهي ما قصد بشيء من جلب نفع أو دفع ضر فقال تعالى: ‏{‏وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا‏}‏ [الفرقان: 55].

2- الطواغيت:

وأجمع ما قيل في تعريفه هو ما ذكره ابن القيم رحمه الله بأنه: ما تجاوز به العبد حده من متبوع، أو معبود، أو مطاع. حيث نزله فوق منزلته التي جعلها الله له، فالمتبوع مثل: الكهان، والسحره، وعلماءالسوء … والمعبود: الأصنام … والمطاع: الأمراء الخارجين عن طاعة الله.

3- الأنداد:

وهي ما جذب عن الدين واشتغل به القلب وتعلق به عن ذكر الله سبحانه وتعالى من مال أو جاه أو أهل أو زوجه أو مسكن أو عشيره أو غير ذلك.

4- الأرباب:

وهم من أفتاك بخلاف الحق فأطعته وأنت تعلم أنه على غير حق، أو جهلت وقصرت في طلب الحق مع إمكانه، قال تعالى: ‏{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبه: 31].

و “إلا الله” تثبت أموراً كثيره، منها:

– إخلاص القصد لله تعالى.

– تعظيم الله ومحبته.

– خوف الله ورجاؤه.

– تقوى الله.

شروط لا إله إلا اللــــــه:

1- العلم بمعناها نفياً وإثباتاً:

دليل العلم قوله تعالى: ‏{‏فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19]، والدليل من السنة، قال-صلى الله عليه وسلم- «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا اللـــــه دخل الجنة» [رواه مسلم].

والنفي يعني: نفي العباده عما سوى الله عز وجل، أما الإثبات فيعني: إثباتها له سبحانه وتعالى.

2- اليقين وهو كمال العلم بها المنافي للشك والريب:

دليل اليقين قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}‏ [الحجرات: 15]. فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا، أي لم يشكوا فأما المرتاب فهو من المنافقيـــن.

ومن السنة:
قال-صلى الله عليه وسلم-: «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقي الله بهما عبد، غير شاك فيهما، إلا دخل الجنة» [رواه مسلم].

3- الإخلاص المنافي للشرك:

{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [سورة الزمر: 3].

ومن السنة:

قال – عليه الصلاة والسلام-: «أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا اللــــه خالصاً من قلبه أو نفسه» [رواه البخاري].

وفي الشرع: تخليص العبادة من شائبة الشرك والرياء، قال تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}.

قال ابن كثير رحمه الله: “أي فاعبد الله وحده لاشريك له ولا عديل ولا نديد ولهذا قال تعالى {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} أي لا تقبل من العمل إلا ماأخلص فيه العامل لله وحده لا شريك له”.

4- الصدق المنافي للكذب المانع من النفاق:

دليل قوله تعالى: {الم ﴿١﴾ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}‏ [سورة العنكبوت: 3]..

وبالسنة:
قوله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار» [رواه البخاري].

5- المحبة لهذه الكلمة ولما دلت عليه والسرور بذلك:

قال تعالى: ‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165]…

وبالسنة: قال – عليه الصلاة والسلام-: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار» [رواه البخاري].

قوله المحبه لهذه الكلمه ولما دلت عليه والسرور بذلك أقول وهذا يتحقق بأمرين:

أولهما: إخلاص العباده لله وحده لا شريك له.

ثانياً: نبذ الشرك.

قال بعض العلماء رحمهم الله: المحبه مواطأه القلب على ما يرضي الرب سبحانه فيحب ما أحب ويكره ما كره. (مسلم بشرح النووي)

6- الانقياد بحقوقها:

هي الأعمال الواجبة إخلاصاً لله وطلباً لمرضاته. دليل قوله تعالى: ‏{‏وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} [سورة الزمر: 54].

وفي السنة: قوله -صلى الله عليه وسلم- : «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به» [قال الألباني إسناده ضعيف]، وهذا تمام الانقياد وغايته.

7- القبول المنافي للرد:

دليل القبول في الكتاب: قال تعالى: {كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ﴿٣٥﴾ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} [سورة الصافات: 35-36]…

وفي السنة: – قال -صلى الله عليه وسلم-: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا ، فكان منها نقية، قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب، أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدي الله الذي أرسلت به» [رواه البخاري].

وصل اللهم وسلم وبارك على شفيعنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين.

مقتطفات من كتاب:
حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
تأليف الداعيه/ رابعة الطريل.. حفظها الله.
راجعه سماحة الشيخ/ عبدالعزيز آل شيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية .. حفظه الله.