شرف نسب أروى بنت عبد المطلب :

هي أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية عمة رسول الله [1].

قصة إسلام أروى بنت عبد المطلب :

اختلف في إسلامها هي وعاتكة, فأما محمد بن إسحاق وابن حبان ومن قال بقولهما فذكرا أنه لم يسلم من عمات رسول الله إلا صفية وقال غير هؤلاء: أسلم من عمات النبي صفية وأروى.

وقد أسلم طليب بن عمير في دار الأرقم ثم دخل فخرج على أمه وهي أروى بنت عبد المطلب, فقال: تبعت محمدًا وأسلمت لله رب العالمين جل ذكره, فقالت أمه: إن أحق من وازرت ومن عاضدت ابن خالك, والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه ولذببنا عنه, قال: فقلت: يا أماه, وما يمنعك أن تسلمي وتتبعيه فقد أسلم أخوك حمزة, فقالت: أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن قال: قلت: أسألك بالله إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته وشهدت أن لا إله إلا الله, قالت: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله , وكانت بعد تعضد النبي بلسانها وتحض ابنها على نصرته وبالقيام بأمره[2].

 

من أهم ملامح شخصية أروى بنت عبد المطلب :

تتصف أروى بنت عبد المطلب بصفات عديدة منه: الصدق والأمانة، وكانت تدعو النساء إلى الإسلام وكانت راجحة الرأي.

وهي إحدى فضليات النساء في الجاهلية والإسلام، فقد عرفت الإسلام وفضله في بداية الدعوة، وكانت ذات عقل راجح ورأي متزن يتضح ذلك في خطابها مع ولدها ومقابلتها لأخيها أبي لهب، ومن خلال إسلامها مع أختها صفية -رضي الله عنهما- يبدو قوة العلاقة التي تجمعها بأختها صفية، فقد أسلمتا معًا وهاجرتا معًا، ويبدو من حوارها مع ولدها حول دعوته للإسلام، حبها للتريث ومشاركة الآخرين بالرأي حينما قالت له: “أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن”، رضي الله عنها.

من مواقف أروى بنت عبد المطلب مع الرسول :

مساندة أروى للنبي r ونصرته :

وفي أحد الأيام عرض أبو جهل وعدد من كفار قريش للنبي فآذوه, فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه ضربة شجه، فأخذوه وأوثقوه، فقام دونه أبو لهب حتى خلاه، فقيل لأروى: ألا ترين ابنك طليبًا قد صير نفسه عرضًا دون محمد؟ فقالت: “خير أيامه يوم يذب عن ابن خاله، وقد جاء بالحق من عند الله”, فقالوا: ولقد تبعت محمدًا؟ قالت: نعم.

فخرج معهم إلى أبي لهب فأخبره، فأقبل عليها فقال: عجبًا لك ولاتباعك محمدًا وتركك دين عبد المطلب، فقالت: قد كان ذلك، فقم دون ابن أخيك وامنعه، فإن يظهر أمره فأنت بالخيار أن تدخل معه، أو تكون على دينك، وإن يُصَبْ, كنت قد أعذرت في ابن أخيك. فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة؟ جاء بدين محدث، ثم انصرف، وقالت:

إن طليبًا نصر ابن خاله *** واساه في ذي دمه وماله

وهاجرت إلى المدينة وبايعت النبي , ولما انتقل رسول الله إلى الرفيق الأعلى، قالت أروى بنت عبد المطلب:

ألا يا رسول الله كنت رجاءنا *** وكنت بنا برًّا ولم تك حافيا

كأن على قلبي لذكـر محمد *** وما جمعت بعد النبي المجاويـا

من كلمات أروى بنت عبد المطلب :

ذكر ابن سعد أن أروى هذه رثت النبي وأنشد لها من أبيات:

ألا يا رسول الله كنت رجاءنا *** وكنت بنا برًّا ولم تك جافيا

وكان بنا برًّا رءُوفًا نبينا *** ليبك عليك اليوم من كان باكـيا

لعمرك ما أبكي النبي لموته *** ولكن لهرج كان بعدك آتـيـا

كأن على قلبي لذكر محمد *** وما خفت من بعد النبي المكاويا

أفاطم يصلي الله رب محمد *** على جدث أمسى بيثرب ثاويا

أبا حسن فارقته وتركته *** فبك بحزن آخر الدهر شاجيـا[3].

وفي يوم من أيام مكة قبل الهجرة شتم عوف بن صبيرة السهمي رسول الله فأخذ له طليب بن عمير لحي جمل, فضربه به حتى سقط مزملاً بدمه, فقيل لأمه: ألا ترى ما صنع ابنك, فقالت:

إن طليبًا نصر ابن خاله *** آساه في ذي دمه وماله

وفاة أروى بنت عبد المطلب :

وتوفيت سنة 15 هجرية في خلافة عمر بن الخطاب.

[1] أسد الغابة: جزء 1 – صفحة 1308.

[2] المستدرك: جزء 3 – صفحة 266.

[3] الإصابة في تمييز الصحابة: جزء 7 – صفحة 480.